" الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
تحتفل بلادنا اليوم، بكل اعتزاز، بالذكرى التاسعة والأربعين لتأسيس القوات المسلحة الملكية. هذه الذكرى الغالية، التي تجسد عمق مشاعر الفخر لدى الشعب المغربي قاطبة، وتبرز الصفحات الخالدة، التي سجلها كل من جدنا المغفور له، جلالة الملك محمد الخامس، طيب الله ثراه، محرر الوطن ومؤسس القوات المسلحة الملكية ووالدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواه باني الصرح العتيد للدولة المغربية الحديثة.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
إن قائدكم الأعلى، رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ليجدد باسم الأمة المغربية، التنويه بأعمالكم الجليلة والتقدير لتضحياتكم الجسيمة وتحليكم بروح التعبئة والإخلاص والالتزام في النهوض بواجبكم المقدس تحت قيادتنا سواء في الدفاع عن حوزة الوطن أو في الإسهام الفاعل في الحفاظ على الأمن والسلم في عدة مناطق من العالم.
وفي هذا الصدد، نشيد بما اضطلعت به قواتنا المسلحة منذ تأسيسها إلى اليوم من واجب الذود عن وحدة الوطن ومقدساته والحفاظ على وحدته الترابية وبما أسديتم ولا زلتم، من أعمال جليلة تنم عن روح الوفاء والتضحية والتشبث بالمثل العليا التي يتحلى بها الجندي المغربي.
كما لا يخفى على أحد الدور المتميز الذي تقوم به تجريداتنا لحفظ السلام واستتباب الأمن في الكثير من البلدان الصديقة والشقيقة تطبيقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومقرراتها سواء بكوسوفو وبالبوسنة والهرسك التي قررنا استمرار مهمتنا الإنسانية بهما تحت راية الاتحاد الأوروبي أو بالكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار أو مؤخرا بهايتي بتنسيق محكم وعمل مشترك فعال مع المملكة الإسبانية الصديقة؛ مؤكدين عزمنا على تعزيز حضورنا ومصداقية التزامنا بخدمة الشرعية الدولية.
ولا يفوتنا أن ننوه بما قامت به تجريدتنا العسكرية الطبية من جليل الأعمال الإنسانية خلال مشاركتها الأخيرة، تحت إشرافنا، في تدريبات مشتركة بالجمهورية الغابونية الشقيقة وبما أثبتته من قدرات مهنية عالية وتحل بالأخلاق الحميدة؛ وكذا بما أبان عنه طلبة المدرسة البحرية الملكية من حسن الأداء والانضباط، خلال مشاركتهم في احتفالات جمهورية السينغال الشقيقة بعيدها الوطني.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
إن ما بلغته قواتنا المسلحة الملكية من مستوى متميز تحت قيادتنا يجعلنا نقدر اليوم كل التقدير ما حققته من منجزات وما قطعته من أشواط، بفضل توجيهاتنا السامية وما وفرناه لها من وسائل ومناهج من أجل تمكينها من تكوين علمي وتقني وتكتيكي رفيع المستوى يستجيب للمتطلبات التكنولوجية الحديثة وهو ما نحرص باستمرار على تطويره، للارتقاء بقواتنا المسلحة وتأهيلها على الدوام، للنهوض بما ننيطها به من مهام ومسؤوليات.
كما نود أن نعرب عن إشادتنا البالغة بما تبذله سائر مصالح الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية، تنفيذا لأوامرنا السامية في مجال تطبيق المعاهدات والأوفاق الثنائية والدولية للتعاون التي تربط بلادنا بعدد من الدول الصديقة والشقيقة لما لذلك من أهمية في توطيد علاقات الصداقة الوثيقة والتضامن الفاعل والتفاهم الودي معها أوفي المساهمة في استتباب الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق تندرج التداريب المشتركة التي قامت بها في شهر أبريل المنصرم القوات المسلحة الملكية إلى جانب القوات الأمريكية الصديقة، وتعاونهما المثمر المشترك الذي يتجلى على وجه الخصوص في أعمال اجتماعية وإنسانية نبيلة تمثلت في بناء مدرسة بطانطان وتقديم خدمات طبية مختلفة إلى سكان المنطقة.
وتقديرا منا للدور الجليل والنبيل المنوط بالقوات المسلحة الملكية في توطيد روح المواطنة ووحدة الصف، فقد قررنا جعل الذكرى الخمسين لتأسيس القوات المسلحة الملكية التي سنحتفل بها سنة 2006 محطة بارزة للتعريف بالدور التاريخي والريادي الذي لطالما اضطلعت به القوات المسلحة الملكية منذ تأسيسها إلى اليوم والذي تؤديه بكل إخلاص وتفان ونكران ذات لمساندة المواطنين، في ما يحل من الكوارث والنكبات أو في الحملات الطبية المنتظمة لصالح الفئات المحتاجة أو من خلال المشاركات العسكرية والرياضية المشرفة داخل الوطن وخارجه.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
إننا ونحن نخلد ذكرى تأسيس القوات المسلحة الملكية، لنستحضر، بكل إجلال وخشوع ما أسداه لها جدنا المغفور له جلالة الملك محمد الخامس أب الأمة ومحرر البلاد ووالدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني باني المغرب الحديث، خلد الله في الصالحات ذكراهما، سائلين الله تعالى أن يوفقنا في السير على نهجهما القويم لتحقيق المزيد من التقدم والعزة لوطننا في ظل الالتحام الوثيق بين العرش والشعب والوحدة الوطنية والترابية للمملكة.
كما نستحضر أرواح شهدائنا الأبرار، الذين ضحوا بالغالي والنفيس، ليظل المغرب موفور العزة والمنعة، وكامل السيادة، ودائم الاستقرار، ضارعين إليه عز وجل أن ينعم عليهم، بما وعد به عباده الصالحين من ثواب عظيم ونعيم مقيم، وأن يسدد خطاكم، ويجعلكم عند حسن ظننا بكم، في الدفاع عن قيمنا العليا، في ولاء مكين لقائدكم الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وتشبث راسخ بشعاركم الخالد : ( الله - الوطن - الملك ).
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.