فمنذ سنة 2005، عملت الجماعات الترابية وبتعاون مع مختلف المتدخلين في التنمية المحلية على بلورة برامج للتأهيل الحضري، تمتد على مدى عدة سنوات، حيث عرفت كل المدن وجل المراكز الحضرية عملية إنجاز هذه البرامج التي تتم صياغتها وتنفيذ أشغالها بتنسيق وشراكة مع الجماعات الترابية المعنية ومصالح الدولة والمؤسسات العمومية، وذلك بهدف تقوية جاذبية المدن وتحسين محيط العيش للساكنة وتجاوز المقاربات التجزيئية للمشاريع، عبر إدراج مجهودات الجماعات الترابية في إطار مقاربات شمولية تدمج الأبعاد المجالية والاقتصادية والاجتماعية ضمن مخططات متعددة السنوات للتنمية.
وقد مكنت هذه البرامج من تعبئة التمويل الضروري لتحسين المشهد الحضري للمدن وتطوير وتقوية عمليات الشراكة مع الجماعات الترابية، حيث شكلت رافعة مهمة للتنمية المحلية وكانت مناسبة للمجالس المنتخبة لتعبئة مختلف الشركاء حولها من قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية ووكالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما ساهمت هذه البرامج في تقوية قدرات المصالح التقنية بالجماعات الترابية المستفيدة في المجالات المرتبطة بإعداد وتدبير وتنفيذ وتتبع المشاريع، وذلك بفضل التعامل والاحتكاك مع المصالح الخارجية للدولة والمؤسسات العمومية ومكاتب الدراسات وشركات الأشغال، مما مكن هذه المصالح من ضبط الجوانب التقنية للمشاريع ومساطر إعداد الصفقات والإعلان عنها وتتبعها.
وهكذا، بلغ عدد برامج التأهيل الحضري للمدن والمراكز الحضرية 324 برنامجا، بغلاف مالي إجمالي قدره حوالي 60 مليار درهم، ساهمت ضمنه الوزارة عبر المديرية العامة للجماعات المحلية بحوالي 20 مليار درهم.